1 قراءة دقيقة
عدم قبول الدعوى

قد يتفاجئ بعض مقيمي الدعاوى في المملكة العربية السعودية بإصدار المحكمة المنظور أمامها الدعوى قرار بعدم قبول الدعوى، ويأتي ذلك نتيجة لقيام أحد الخصوم بالدفع به أمام المحكمة، ومن هنا يتوجب علينا بيان ما هي الحالات التي يجوز فيها للخصوم إبداء الدفع بعدم قبول الدعوى أمام محاكم المملكة وتوضيح المترتب على إبداء هذا الدفع، وكذلك بيان هل يجوز إستئناف الحكم بعدم قبول الدعوى في السعودية.

إقرأ أيضاً: حول نظام التقاضي في السعودية

أولاً: ما معنى عدم قبول الدعوى في السعودية؟

 يمكن تعريف عدم قبول الدعوى في السعودية بأنه أحد الدفوع المنصوص عليها في نظام المرافعات الشرعية السعودي، ويعد من الدفوع الشكلية أي المرتبطة بشكل الدعوى دون موضوعها المنظور أمام المحكمة، وبمعنى أخر هو دفع يرمى به لإنكار سلطة المدعى في إستعمال الدعوى، ويجوز للخصوم التمسك بهذا الدفع في أي مرحلة من مراحل الدعوى، وهذا الدفع يعد من الدفوع التي تتميز عن باقي الدفوع التي يمكن إبدائها أمام المحكمة، وتلك الميزة هي أنه يوفر الحماية القضائية على طالبه حال تخلف أحد شروط الدعوى.

ثانياً: ما هي حالات إبداء الدفع بعدم قبول الدعوى في السعودية؟

 أوضحت المادة السادسة والسبعون من نظام المرافعات الشرعية السعودي أن الدفع بعدم قبول الدعوى يكون للأسباب التالية:


1- إنعدام الصفة

بحيث لا يجوز إقامة الدعوى في السعودية على شخص لا صفة له فيها، كما أنه أيضاً بطبيعة الحال يجب أن ترفع الدعوى من ذي صفة، ويحق للمحكمة من تلقاء نفسها ودون إبداء الدفع بعدم قبول الدعوى من الخصوم، أن تحكم بعدم قبولها إذا رأت أن شرط الصفة في الدعوى الماثلة أمامها لم يتحقق.

2- إنعدام الأهلية

يعد توافر الأهلية من أهم الشروط اللازمة لرفع الدعوى ويترتب على عدم توافرها عدم قبول الدعوى، والأهلية تعني الصلاحية لإكتساب صفة خصم في الدعوى والتمكن على مباشرة إجراءات الخصومة، بحيث يجب أن تتوافر أهلية الخصومة وأهلية التقاضي، فأهلية الخصومة تقتضيها القاعدة العامة بأن كل شخص أهل لأن يكون خصم، سواء كان هذا الشخص فرد أو منشأة.

3- إنعدام المصلحة

المصلحة في الدعوى تعني الفائدة أو الغرض المراد الحصول عليه من خلال رفع الدعوى، حيث قضت المادة الثالثة من نظام المرافعات الشرعية في فقرتها الأولى، بأنه لا يقبل أي طلب أو دفع لا تكون لصاحبه فيه مصلحة قائمة مشروعة، ومع ذلك تكفي المصلحة المحتملة إذا كان الغرض من الطلب الإحتياط لدفع ضرر محدق أو الإستيثاق لحق يخشى زوال دليله عند النـزاع فيه.

كما يمكن أن يكون الدفع بعدم قبول الدعوى لعدة أسباب أخرى، منها الدفع بعدم قبول الدعوى لرفعها بعد الميعاد المحدد نظاماً.

إقرأ أيضاً: أنواع المحاكم ودرجاتها وفقا للنظام السعودي


ثالثاً: هل يجوز إستئناف الحكم بعدم قبول الدعوى في السعودية؟

 وللإجابة على هذا التساؤل يجب أن نؤكد في بداية الأمر أن وظيفة الإستئناف ليس فقط مراقبة صحة الحكم المستأنف، إنما إعادة الفصل في القضية من جديد من حيث الوقائع والقواعد الشرعية والنظامية أمام محكمة الدرجة الثانية وهى محكمة الاستئناف في السعودية، كما أن الفقرة الأولى من المادة الخامسة والثمانون بعد المائة من نظام المرافعات الشرعية نصت على جميع الأحكام الصادرة من محاكم الدرجة الأولى قابلة للإستئناف بإستثناء الأحكام في الدعاوى اليسيرة التي يحددها المجلس الأعلى للقضاء، وكل هذا يؤكد أحقية خضوع الحكم بعد قبول الدعوى لأى سبب للإعتراض عليه بطريق الإستئناف.


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.