الاهتمام إلى مساهمة القطاع العقاري في زيادة الاستثمارات المحلية والأجنبية في هذا القطاع، وتتمثل أهمية الاهتمام بالمباني والانشاءات في تحسين جودة الحياة والمعيشة للأفراد، كما أنه يعزز قدرة المملكة العربية السعودية على التنافس في السوق العالمي من خلال توفير مباني ومنشآت عالية الجودة والمواصفات التقنية العالمية، هذا بالإضافة إلى أن قطاع المقاولات والمباني في السعودية يعد من أهم القطاعات الحيوية التي تسهم في توفير فرص العمل للشباب السعودي وزيادة الإنتاجية والإيرادات المحلية، وهو أحد القطاعات التي تتصدر أولويات رؤية المملكة 2030، ومن جانب أخر ذو أهمية إن المقاول في السعودية يعتبر من أهم اللاعبين في قطاع البناء والتشييد والتطوير العقاري، حيث شهدت السنوات الأخيرة تسارعاً ملحوظاً في عدد الشركات والمؤسسات العاملة في مجال المقاولات في المملكة، وكذلك في حجم الأعمال التي تقوم بها هذه الشركات مما يجعلها واحدة من أسرع الأسواق الناشئة في هذا القطاع على مستوى المملكة، وتأكيد من المملكة العربية السعودية على أهمية المقاولة فقد حرصت عند إصدار نظام المعاملات المدنية على تضمنيه أهم الأحكام المنظمة لتلك العملية على أرضها، وعليه سوف نقوم بتوضيح كافة تلك الأحكام بداية من تعريف المقاولة مروراً بتوضيح التزامات المقاول في السعودية، وأيضاً بيان التزامات صاحب العمل في السعودية، وكذلك الإشارة إلى ماهية المقاولة من الباطن، وأحكام انتهاء المقاولة وفقاً لما جاء في نظام المعاملات المدنية، مع الإشارة إلى حجم وتفاصيل العقود النموذجية الإلكترونية للبناء والتشييد المبرمة في منصة مقاول منذ إطلاق الخدمة في 2021.
إن عقد المقاولة في المملكة العربية السعودية وفق نظام المعاملات المدنية هو عقد يلتزم بمقتضاه المقاول بصنع شيء أو أداء عمل مقابل أجر دون أن يكون تابعاً لصاحب العمل ولا نائباً عنه، كما أنه يصح أن يكون التزام المقاول بتنفيذ العمل بمواد من عنده أو من صاحب العمل.
تضمن نظام المعاملات المدنية العديد من التزامات المقاول في عقد المقاولة وهي على النحو التالي:
تضمن نظام المعاملات المدنية العديد من التزامات صاحب العمل في عقد المقاولة وهي على النحو التالي:
للمقاول أن يُسند تنفيذ العمل كله أو بعضه إلى مقاول من الباطن، ما لم تقتض النصوص النظامية أو الاتفاق أو طبيعة العمل خلاف ذلك أو كانت شخصية المقاول محل اعتبار، كما تبقى مسؤولية المقاول قائمة قِبَلَ صاحب العمل، كما لا يجوز للمقاول من الباطن أن يطالب لنفسه صاحب العمل بشيءٍ مما يستحقه المقاول إلا إذا أحاله على صاحب العمل.
ينتهي عقد المقاولة بإنجاز العمل المتفق عليه، كما أن لكل من المتعاقدين طلب فسخ عقد المقاولة إذا حدث له عذر طارئ يتعلق بتنفيذ العقد، ويلزمه تعويض المتعاقد الآخر عما ينشأ عن هذا الفسخ من ضرر.
وإذا بدأ المقاول في التنفيذ ثم أصبح عاجزاً عن إتمامه لسبب لا يد له فيه، فإنه يستحق قيمة ما تم من الأعمال، وما أنفق في العمل الذي لم يتم بقدر ما عاد على صاحب العمل من نفع.
هذا بالإضافة إلى أنه ينفسخ عقد المقاولة بموت المقاول إذا اشتُرط أن يعمل المقاول بنفسه أو كان العقد قد أبرم بناءً على اعتبارات تتعلق بشخصه، وإذا خلا العقد من الشرط السابق بيانه، ولم يكن شخص المقاول محل اعتبار في التعاقد، فلصاحب العمل طلب فسخ العقد إذا لم تتوفر في الورثة الضمانات الكافية لتنفيذ العمل، كما يستحق الورثة قيمة ما تم من الأعمال وما أنفق في العمل الذي لم يتم بقدر ما عاد على صاحب العمل من نفع.
كشفت الهيئة السعودية للمقاولين عن حجم وتفاصيل العقود النموذجية الإلكترونية للبناء والتشييد المبرمة في منصة مقاول، مبينة أنها تجاوزت ألف عقد نموذجي إلكتروني قُدّرت قيمتها بأكثر من 308 ملايين ريال سعودي منذ إطلاق الخدمة في 2021، وأبانت الهيئة أن العقود النموذجية الإلكترونية المبرمة تنوعت في طبيعتها ومواقع تنفيذها، إذ بلغ عدد عقود تنفيذ الهيكل الإنشائي بدون مواد 600 عقد، فيما بلغت عقود تنفيذ الهيكل الإنشائي بالمواد 300 عقد، وتجاوزت قيمة أعلى عقد مبرم في منصة مقاول مبلغ ال 50 مليون ريال، فيما سجلت المنصة 10 آلاف ريال كأقل قيمة لعقد نموذجي مبرم، وأضافت أن مجموع العقود في المنطقة الوسطى بلغ أكثر من 425 عقدا، وفي المنطقة الجنوبية أكثر من 185 عقدا، وفي المنطقة الغربية أكثر من 110 عقود، بينما سجلت المنطقة الشرقية أكثر من 90 عقدا، وفي المنطقة الشمالية 20 عقدا ما بين عقود هيكل إنشائي، وعقود لياسة، وعقود سباكة، وعقود أعمال كهربائية، وعقود تكييف.
وكانت الهيئة قد أطلقت مبادرة العقود النموذجية الإلكترونية لتحسّن من جودة البناء والتّشييد، وتحفظ الحقوق لجميع الأطراف التعاقدية من خلال 36 عقدا نموذجيا إلكترونيا تغطي جميع الجوانب الفنية والقانونية التي تجعل العلاقة التعاقدية أكثر وضوحا بين الملاك والمقاولين ومقاولي الباطن، إلى جانب رفع مستوى الأداء، والحد من الإخفاقات والنّزاعات التي قد تسبب تعثر المشاريع وتأخر تسليمها.
وتحتوي العقود النموذجية على وثيقة عقد أساسية تشمل التزامات الأطراف، وجداول الدفعات والكميات، وغرامات التأخير، وملحقين أحدهما للمواصفات الفنية وطريقة التنفيذ، والآخر للشروط يتعلق بآليات الدفع المرتبطة بنسب الإنجاز في العمل وضمان للأعمال المُنفذة. ويمكن لمالك المشروع مراجعة العقد قبل اعتماده عبر خدمة النفاذ الوطني.